Get the Flash Player to see this player.

time2online Joomla Extensions: Simple Video Flash Player Module

  کانال تلگرام اهل ولاء کانال تلگرام اهل ولاء اینستاگرام اهل ولاء


شنبه ۳ آذر
۱۴۰۳

21. جمادي‌الاول 1446


23. نوامبر 2024






حدیث معرفت امیرالمؤمنین علیه السّلام به نورانیّت- متن عربی
تالیفات استاد - کتاب مصباح الهدی
حدیث معرفت امیرالمؤمنین علیه السّلام به نورانیّت[۱]و[۲]

 

سَأَلَ أَبُوذَرٍّ الغِفاریُّ سَلمانَ الفارِسیَّ رَضیَ اللهُ عَنهُما یا أَباعَبدِاللهِ ما مَعرِفَةُ الإِمامِ أَمیرُالمُؤمِنینَ علیه السّلام بِالنُّورانیَّةِ؟ قالَ: یا جُندَبُ! فَامضِ بِنا حَتّی نَسأَلَهُ عَن ذلِکَ، قالَ: فَأَتَیناهُ فَلَم نَجِدهُ.

قالَ: فَانتَظَرناهُ حَتّی جاءَ. قالَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیهِ ما جاءَ بِکُما؟ قالا جِئناکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ نَسأَلُکَ عَن مَعرِفَتِکَ بِالنُّورانیَّةِ. قالَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیهِ: مَرحَباً بِکُما مِن وَلِیَّینِ مُتَعاهِدَینِ لِدِینِهِ لَستُما بِمُقَصِّرَینِ. لَعَمری إِنَّ ذلِکَ الواجِبُ [واجِبٌ‏] عَلی کُلِّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ ثُمَّ قالَ صَلَواتُ اللهِ عَلَیهِ: یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ. قالَ علیه السّلام: إِنَّهُ لا یَستَکمِلُ أَحَدٌ الإیمانَ حَتّی یَعرِفَنی کُنهَ مَعرِفَتی بِالنُّورانیَّةِ، فَإِذا عَرَفَنی بِهذِهِ المَعرِفَةِ فَقَدِ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ لِلإیمانِ وَ شَرَحَ صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ صارَ عارِفاً مُستَبصِراً، وَ مَن قَصَّرَ عَن مَعرِفَةِ ذلِکَ فَهُوَ شاکٌّ وَ مُرتابٌ. یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ. قالَ علیه السّلام: مَعرِفَتی بِالنُّورانیَّةِ مَعرِفَةُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ مَعرِفَةُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَعرِفَتی بِالنُّورانیَّةِ وَ هُوَ الدّینُ الخالِصُ الَّذی قالَ اللهُ تَعالى:  وَ ما أُمِرُوا إِلاّ لِیَعبُدُوا اللهَ مُخلِصینَ لَهُ الدّینَ حُنَفاءَ وَ یُقیمُوا الصَّلاةَ وَ یُؤتُوا الزَّکاةَ وَ ذلِکَ دِینُ القَیِّمَةِ [۳] یَقُولُ: ما أُمِرُوا إِلاّ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلّی الله علیه و آله و سلّم وَ هُوَ الدّینُ الحَنیفیَّةُ المُحَمَّدیَّةُ السَّمحَةُ، وَ قَولُهُ  یُقیمُونَ الصَّلاةَ  فَمَن أَقامَ وَلایَتی فَقَد أَقامَ الصَّلاةَ وَ إِقَامَةُ وَلایَتی صَعبٌ مُستَصعَبٌ لا یَحتَمِلُهُ إِلاّ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ أَو نَبیٌّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ لِلإیمانِ. فَالمَلَکُ إِذا لَم یَکُن مُقَرَّباً لَم یَحتَمِلهُ، وَ النَّبیُّ إِذا لَم یَکُن مُرسَلاً لَم یَحتَمِلهُ، وَ المُؤمِنُ إِذا لَم یَکُن مُمتَحَناً لَم یَحتَمِلهُ.

قُلتُ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ! مَنِ المُؤمِنُ وَ ما نِهایَتُهُ وَ ما حَدُّهُ حَتّی أَعرِفَهُ؟ قالَ علیه السّلام: یا أَبا عَبدِ اللهِ! قُلتُ: لَبَّیکَ یا أَخا رَسُولِ اللهِ. قالَ: المُؤمِنُ المُمتَحَنُ هُوَ الَّذی لا یُرَدُّ مِن أَمرِنا إِلَیهِ شَی‏ءٌ إِلاّ شُرِحَ صَدرُهُ لِقَبُولِهِ وَ لَم یَشُکَّ وَ لَم یَرتَب.[۴]

اِعلَم یا أَبا ذَرٍّ! أَنَا عَبدُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلِیفَتُهُ عَلی عِبادِهِ، لا تَجعَلُونا أَرباباً وَ قُولُوا فی فَضلِنا ما شِئتُم فَإِنَّکُم لا تَبلُغُونَ کُنهَ ما فِینا وَ لا نِهایَتَهُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَد أَعطانا أَکبَرَ وَ أَعظَمَ مِمّا یَصِفُهُ وَ أَصِفُکُم أَو یَخطُرُ عَلی قَلبِ أَحَدِکُم فَإِذا عَرَفتُمُونا هکَذا فَأَنتُمُ المُؤمِنُونَ.

قالَ سَلمانُ: قُلتُ: یا أَخا رَسُولِ اللهِ، وَ مَن أَقامَ الصَّلاةَ أَقامَ وَلایَتَکَ؟ قالَ: نَعَم یا سَلمانُ تَصدِیقُ ذلِکَ قَولُهُ تَعالى فِی الکِتابِ العَزِیزِ:  وَ استَعینُوا بِالصَّبرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَکَبیرَةٌ إِلاّ عَلَی الخاشِعینَ [۵] فَالصَّبرُ رَسُولُ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم وَ الصَّلاةُ إِقامَةُ وَلایَتی، فَمِنها قالَ اللهُ تَعالى:  وَ إِنَّها لَکَبِیرَةٌ  وَ لَم یَقُل: وَ إِنَّهُما لَکَبِیرَةٌ، ِلأَنَّ الوَلایَةَ کَبیرَةٌ حَملُها إِلاّ عَلَی الخاشِعینَ، وَ الخاشِعُونَ هُمُ الشّیعَةُ المُستَبصِرُونَ، وَ ذلِکَ ِلأَنَّ أَهلَ الأَقاویلِ مِنَ المُرجِئَةِ وَ القَدَرِیَّةِ وَ الخَوارِجِ وَ غَیرِهِم مِنَ النّاصِبِیَّةِ یُقِرُّونَ لِمُحَمَّدٍ[۶] صلّی الله علیه و آله و سلّم لَیسَ بَینَهُم خِلافٌ وَ هُم مُختَلِفُونَ فی وَلایَتی مُنکِرُونَ لِذلِکَ جاحِدُونَ بِها إِلاَّ القَلِیلُ؛ وَ هُمُ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللهُ فی کِتابِهِ العَزِیزِ فَقالَ:  إِنَّها لَکَبیرَةٌ إِلاّ عَلَی الخاشِعینَ  وَ قالَ اللهُ تَعالى فی مَوضِعٍ آخَرَ فی کِتابِهِ العَزِیزِ فی نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلّی الله علیه و آله و سلّم وَ فی وَلایَتی فَقالَ عَزَّ وَ جَلَّ:  وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشیدٍ [۷] فَالقَصرُ مُحَمَّدٌ صلّی الله علیه و آله و سلّم وَ البِئرُ المُعَطَّلَةُ وَلایَتی عَطَّلُوها وَ جَحَدُوها، وَ مَن لَم یُقِرَّ بِوَلایَتی لَم یَنفَعهُ الإِقرَارُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلّی الله علیه و آله و سلّم. إِلاّ أَنَّهُما مَقرُونانِ؛ وَ ذلِکَ أَنَّ النَّبیَّ صلّی الله علیه و آله و سلّم نَبیٌّ مُرسَلٌ وَ هُوَ إِمامُ الخَلقِ، وَ عَلیٌّ مِن بَعدِهِ إِمامُ الخَلقِ وَ وَصیُّ مُحَمَّدٍ صلّی الله علیه و آله و سلّم، کَما قالَ لَهُ النَّبیُّ صلّی الله علیه و آله و سلّم:  أَنتَ مِنّی بِمَنزِلَةِ هارُونَ مِن مُوسی إِلاّ أَنَّهُ لا نَبیَّ بَعدی  وَ أَوَّلُنا مُحَمَّدٌ وَ أَوسَطُنا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنا مُحَمَّدٌ، فَمَنِ استَکمَلَ مَعرِفَتی فَهُوَ عَلَی الدّینِ القَیِّمِ کَما قالَ اللهُ تَعالى:  وَ ذلِکَ دینُ القَیِّمَةِ [۸] وَ سأُبَیِّنُ ذلِکَ بِعَونِ اللهِ وَ تَوفِیقِهِ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیکَ. قالَ: کُنتُ أَنَا وَ مُحَمَّدٌ نُوراً واحِداً مِن نُورِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَأَمَرَ اللهُ تَبارَکَ وَ تَعالى ذلِکَ النُّورَ أَن یُشَقَّ فَقالَ لِلنِّصفِ: کُن مُحَمَّداً وَ قالَ لِلنِّصفِ: کُن عَلیّاً، فَمِنها قالَ رَسُولُ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم:  عَلیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِن عَلیٍّ وَ لا یُؤَدِّی عَنّی إِلاّ عَلیٌّ  وَ قَد وَجَّهَ أَبا بَکرٍ بِبَرائَةَ إِلى مَکَّةَ فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السّلام فَقالَ: یا مُحَمَّدُ! قالَ: لَبَّیکَ. قالَ: إِنَّ اللهَ یَأمُرُکَ أَن تُؤَدّیَها أَنتَ أَو رَجُلٌ عَنکَ، فَوَجَّهَنی فِی استِردادِ أَبی بَکرٍ فَرَدَدتُهُ. فَوَجَدَ فی نَفسِهِ وَ قالَ: یا رَسُولَ اللهِ، أَ نَزَلَ فیَّ القُرآنُ؟ قالَ: لا وَ لکِن لا یُؤَدّی إِلاّ أَنَا أَو عَلیٌّ. یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَخا رَسُولِ اللهِ. قالَ علیه السّلام: مَن لا یَصلُحُ لِحَملِ‏ صَحِیفَةٍ یُؤَدّیها عَن رَسُولِ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم کَیفَ یَصلُحُ لِلإِمامَةِ؟

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! فَأَنَا وَ رَسُولُ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم کُنا نُوراً واحِداً؛ صارَ رَسُولَ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم مُحَمَّدٌ المُصطَفی، وَ صِرتُ أَنَا وَصیَّهُ المُرتَضی، وَ صارَ مُحَمَّدٌ النّاطِقَ، وَ صِرتُ أَنَا الصّامِتَ، وَ إِنَّهُ لا بُدَّ فی کُلِّ عَصرٍ مِنَ الأَعصارِ أَن یَکُونَ فِیهِ ناطِقٌ وَ صامِتٌ. یا سَلمانُ! صارَ مُحَمَّدٌ المُنذِرَ وَ صِرتُ أَنَا الهادیَ، وَ ذلِکَ قَولُهُ عَزَّ وَ جَلَّ:  إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِکُلِّ قَومٍ هادٍ [۹] فَرَسُولُ اللهِ صلّی الله علیه و آله و سلّم المُنذِرُ وَ أَنَا الهادِی.  اَللهُ یَعلَمُ ما تَحمِلُ کُلُّ أُنثی‏ وَ ما تَغِیضُ الأَرحامُ وَ ما تَزدادُ وَ کُلُّ شَی‏ءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ. عالِمُ الغَیبِ وَ الشَّهادَةِ الکَبیرُ المُتَعالِ. سَواءٌ مِنکُم مَن أَسَرَّ القَولَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّیلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ. لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَینِ یَدَیهِ وَ مِن خَلفِهِ یَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللهِ [۱۰]

قالَ: فَضَرَبَ علیه السّلام بِیَدِهِ عَلی أُخری وَ قالَ: صارَ مُحَمَّدٌ صاحِبَ الجَمعِ وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ النَّشرِ، وَ صارَ مُحَمَّدٌ صاحِبَ الجَنَّةِ وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ النّارِ، أَقُولُ لَها: خُذی هذا وَ ذَری هذا، وَ صارَ مُحَمَّدٌ صلّی الله علیه و آله و سلّم صاحِبَ الرَّجفَةِ وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ الهَدَّةِ[۱۱]، وَ أَنَا صاحِبُ اللَّوحِ المَحفُوظِ، أَلهَمَنِی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِلمَ ما فِیهِ.

نَعَم یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! وَ صارَ مُحَمَّدٌ صلّی الله علیه و آله و سلّم یس وَ القُرآنِ الحَکِیمِ[۱۲]، وَ صارَ مُحَمَّدٌ ن وَ القَلَمِ[۱۳]، وَ صارَ مُحَمَّدٌ طه ما أَنزَلنا عَلَیکَ القُرآنَ لِتَشقی[۱۴]،‏ وَ صارَ مُحَمَّدٌ صاحِبَ الدَّلالاتِ، وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ المُعجِزَاتِ وَ الآیاتِ، وَ صارَ مُحَمَّدٌ خاتَمَ النَّبیّینَ وَ صِرتُ أَنَا خاتَمَ الوَصیّینَ، وَ أَنَا الصِّراطُ المُستَقِیمُ[۱۵] وَ أَنَا النَّبَأُ العَظِیمُ الَّذی هُم فیهِ مُختَلِفُونَ[۱۶] وَ لا أَحَدٌ اختَلَفَ إِلاّ فی وَلایَتی، وَ صارَ مُحَمَّدٌ صاحِبَ الدَّعوَةِ وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ السَّیفِ، وَ صارَ مُحَمَّدٌ نَبیّاً مُرسَلاً وَ صِرتُ أَنَا صاحِبَ أَمرِ النَّبیِّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ:  یُلقِی الرُّوحَ مِن أَمرِهِ عَلی‏ مَن یَشاءُ مِن عِبادِهِ [۱۷] وَ هُوَ رُوحُ اللهِ لا یُعطیهِ وَ لا یُلقی هذَا الرُّوحَ إِلاّ عَلی مَلَکٍ مُقَرَّبٍ أَو نَبِیٍّ مُرسَلٍ أَو وَصیٍّ مُنتَجَبٍ، فَمَن أَعطاهُ اللهُ هذَا الرُّوحَ فَقَد أَبانَهُ مِنَ النّاسِ وَ فَوَّضَ إِلَیهِ القُدرَةَ وَ أَحیَا المَوتَی وَ عَلِمَ بِمَا کانَ وَ مَا یَکُونُ وَ سارَ مِنَ المَشرِقِ إِلَی المَغرِبِ وَ مِنَ المَغرِبِ إِلَی المَشرِقِ فِی لَحظَةِ عَینٍ، وَ عَلِمَ ما فِی الضَّمَائِرِ وَ القُلُوبِ وَ عَلِمَ ما فِی السَّماواتِ وَ الأَرضِ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ وَ صارَ مُحَمَّدٌ الذِّکرَ الَّذی قالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ:  قَد أَنزَلَ اللهُ إِلَیکُم ذِکراً رَسُولاً یَتلُوا عَلَیکُم آیاتِ اللهِ [۱۸] إِنّی أُعطیتُ عِلمَ المَنایا وَ البَلایا وَ فَصلَ الخِطابِ، وَ استُودِعتُ عِلمَ القُرآنِ وَ ما هُوَ کائِنٌ إِلى یَومِ القیامَةِ، وَ مُحَمَّدٌ صلّی الله علیه و آله و سلّم أَقامَ الحُجَّةَ حُجَّةً لِلنّاسِ، وَ صِرتُ أَنَا حُجَّةَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، جَعَلَ اللهُ لی مَا لَم یَجعَل لأَحَدٍ مِنَ الأَوَّلینَ وَ الآخِرینَ لا لِنَبیٍّ مُرسَلٍ وَ لا لِمَلَکٍ مُقَرَّبٍ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ. قالَ علیه السّلام: أَنَا الَّذی حَمَلتُ نُوحاً فِی السَّفِینَةِ بِأَمرِ رَبّی، وَ أَنَا الَّذی أَخرَجتُ یُونُسَ مِن بَطنِ الحُوتِ بِإِذنِ رَبّی، وَ أَنَا الَّذی جاوَزتُ بِمُوسَی بنِ عِمرانَ البَحرَ بِأَمرِ رَبّی، وَ أَنَا الَّذی أَخرَجتُ إِبراهِیمَ مِنَ النّارِ بِإِذنِ رَبّی، وَ أَنَا الَّذی أَجرَیتُ أَنهارَها وَ فَجَّرتُ عُیُونَها وَ غَرَستُ أَشجارَها بِإِذنِ رَبّی وَ أَنَا عَذابُ یَومِ الظُّلَّةِ، وَ أَنَا المُنادِی مِن مَکانٍ قَرِیبٍ قَد سَمِعَهُ الثَّقَلانِ: الجِنُّ وَ الإِنسُ وَ فَهِمَهُ قَومٌ‏. إِنِّی لأََََسمَعُ [لأُسمِعُ‏] کُلَّ قَومٍ[۱۹] الجَبّارینَ وَ المُنافِقینَ بِلُغاتِهِم وَ أَنَا الخَضِرُ عالِمُ مُوسی وَ أَنَا مُعَلِّمُ سُلَیمانَ بنِ دَاوُدَ وَ أَنَا ذُو القَرنَینِ وَ أَنَا قُدرَةُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ أَنَا مِن مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنّی، قالَ اللهُ تَعالى:  مَرَجَ البَحرَینِ یَلتَقیانِ بَینَهُما بَرزَخٌ لا یَبغیانِ [۲۰].

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ. قالَ: إِنَّ مَیِّتَنا لَم یَمُت وَ غَائِبَنا لَم یَغِب وَ إِنَّ قَتلانا لَن یُقتَلُوا.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیکَ. قالَ علیه السّلام: أَنَا أَمیرُ کُلِّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مِمَّن مَضی وَ مِمَّن بَقیَ، وَ أُیِّدتُ بِرُوحِ العَظَمَةِ، وَ إِنَّما أَنَا عَبدٌ مِن عَبیدِ اللهِ، لا تُسَمُّونا أَرباباً وَ قُولُوا فی فَضلِنا ما شِئتُم فَإِنَّکُم لَن تَبلُغُوا مِن فَضلِنا کُنهَ ما جَعَلَهُ اللهُ لَنا، وَ لا مِعشارَ العُشرِ؛ ِلأَنّا آیَاتُ اللهِ وَ دَلائِلُهُ، وَ حُجَجُ اللهِ وَ خُلَفاؤُهُ وَ أُمَناؤُهُ وَ أَئِمَّتُهُ، وَ وَجهُ اللهِ وَ عَینُ اللهِ وَ لِسانُ اللهِ، بِنا یُعَذِّبُ اللهُ عِبادَهُ وَ بِنا یُثیبُ وَ مِن بَینِ خَلقِهِ طَهَّرَنا وَ اختَارَنا وَ اصطَفانا، وَ لَو قالَ قائِلٌ: لِمَ وَ کَیفَ وَ فِیمَ؟ لَکَفَرَ وَ أَشرَکَ، ِلأَنَّهُ لا یُسأَلُ عَمَّا یَفعَلُ وَ هُم یُسأَلُونَ[۲۱]

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیکَ. قالَ علیه السّلام: مَن آمَنَ بِما قُلتُ وَ صَدَّقَ بِما بَیَّنتُ وَ فَسَّرتُ وَ شَرَحتُ وَ أَوضَحتُ وَ نَوَّرتُ وَ بَرهَنتُ فَهُوَ مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ لِلإیمانِ وَ شَرَحَ صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ هُوَ عارِفٌ مُستَبصِرٌ قَدِ انتَهی وَ بَلَغَ وَ کَمَلَ، وَ مَن شَکَّ وَ عَنَدَ وَ جَحَدَ وَ وَقَفَ وَ تَحَیَّرَ وَ ارتابَ فَهُوَ مُقَصِّرٌ وَ ناصِبٌ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیکَ. قالَ علیه السّلام: أَنَا أُحیی وَ أُمیتُ بِإِذنِ رَبّی، وَ أَنَا أُنَبِّئُکُم بِما تَأکُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فی بُیُوتِکُم بِإِذنِ رَبّی، وَ أَنَا عالِمٌ بِضَمائِرِ قُلُوبِکُم وَ الأَئِمَّةُ مِن أَولادی علیه السّلام یَعلَمُونَ وَ یَفعَلُونَ هذا إِذا أَحَبُّوا وَ أَرادُوا ِلأَنّا کُلَّنا واحِدٌ، أَوَّلُنا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنا مُحَمَّدٌ وَ أَوسَطُنا مُحَمَّدٌ وَ کُلُّنا مُحَمَّدٌ فَلا تَفَرَّقُوا بَینَنا، وَ نَحنُ إِذا شِئنا شاءَ اللهُ وَ إِذا کَرِهنا کَرِهَ اللهُ، اَلوَیلُ کُلُّ الوَیلِ لِمَن أَنکَرَ فَضلَنا وَ خُصُوصیَّتَنا وَ ما أَعطانَا اللهُ رَبُّنا ِلأَنَّ مَن أَنکَرَ شَیئاً مِمّا أَعطانَا اللهُ فَقَد أَنکَرَ قُدرَةَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَشیَّتَهُ فینا.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! قالا: لَبَّیکَ یا أَمیرَالمُؤمِنینَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَیکَ. قالَ علیه السّلام: لَقَد أَعطانَا اللهُ رَبُّنا ما هُوَ أَجَلُّ وَ أَعظَمُ وَ أَعلی وَ أَکبَرُ مِن هذا کُلِّهِ. قُلنا: یا أَمیرَالمُؤمِنینَ مَا الَّذی أَعطَاکُم ما هُوَ أَعظَمُ وَ أَجَلُّ مِن هذا کُلِّهِ؟ قالَ: قَد أَعطانا رَبُّنا عَزَّ وَ جَلَّ عِلمَنا لِلاِسمِ الأَعظَمِ الَّذی لَو شِئنا خَرَقَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ وَ الجَنَّةُ وَ النّارُ وَ نَعرُجُ بِهِ إِلَی السَّماءِ وَ نَهبِطُ بِهِ الأَرضَ وَ نَغرُبُ وَ نَشرُقُ وَ نَنتَهِی بِهِ إِلَی العَرشِ فَنَجلِسُ[۲۲] عَلَیهِ بَینَ یَدَیِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُطیعُنا کُلُّ شَی‏ءٍ حَتَّی السَّماواتُ وَ الأَرضُ وَ الشَّمسُ وَ القَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوابُّ وَ البِحارُ وَ الجَنَّةُ وَ النّارُ، أَعطانَا اللهُ ذلِکَ کُلَّهُ بِالاسمِ الأَعظَمِ الَّذی عَلَّمَنا وَ خَصَّنا بِهِ، وَ مَعَ هذا کُلِّهِ نَأکُلُ وَ نَشرَبُ وَ نَمشی فِی الأَسواقِ وَ نَعمَلُ هذِهِ الأَشیاءَ بِأَمرِ رَبِّنا وَ نَحنُ عِبادُ اللهِ المُکرَمُونَ الَّذینَ لا یَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ یَعمَلُونَ.[۲۳] وَ جَعَلَنا مَعصُومینَ مُطَهَّرینَ وَ فَضَّلَنا عَلی کَثیرٍ مِن عِبادِهِ المُؤمِنینَ، فَنَحنُ نَقُولُ: الحَمدُ ِللهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهتَدِیَ لَو لا أَن هَدانَا اللهُ[۲۴] وَ حَقَّت کَلِمَةُ العَذابِ عَلَی الکافِرِینَ[۲۵]، أَعنِی الجاحِدینَ بِکُلِّ ما أَعطانَا اللهُ مِنَ الفَضلِ وَ الإِحسانِ.

یا سَلمانُ وَ یا جُندَبُ! فَهذا مَعرِفَتی بِالنُّورانیَّةِ فَتَمَسَّک بِها راشِداً فَإِنَّهُ لا یَبلُغُ أَحَدٌ مِن شِیعَتِنا حَدَّ الاستِبصارِ حَتّی یَعرِفَنی بِالنُّورَانیَّةِ فَإِذا عَرَفَنی بِها کانَ مُستَبصِراً بالِغاً کامِلاً قَد خاضَ بَحراً مِنَ العِلمِ، وَ ارتَقی دَرَجَةً مِنَ الفَضلِ، وَ اطَّلَعَ عَلی سِرٍّ مِن سِرِّ اللهِ، وَ مَکنُونِ خَزَائِنِهِ.